top of page
Search

لا تعتذر عما فعلت

  • Writer: sanaelyounoussi
    sanaelyounoussi
  • Jan 13
  • 3 min read

Updated: Jan 14


أينما وليت وجهك هذه الأيام تجد القدس وفلسطين

 

ومع أني واحدة من أولئك الذين يعتقدون أن ضربة إيران 


ree

العسكرية لإسرائيل لا علاقة لها بالإبادة الجماعية التي ينفذها المحتل الصهيوني في غزة، إلا أني لا أتغافل عن الدور الذي قد تقوم به هذه الضربة في كشف بعض الأوراق وإعادة ترتيب بعض التحالفات. لكن لنعترف أولا أن الخيوط متشابكة ومعقدة.

ضَرَبَت طهران تل أبيت فسقطت عمان. لكن لنعد إلى الوراء قليلا لنرى بوضوح أكثر.

تقع الأردن على الضفة الشرقية لنهر الأردن، هي أرض الجهاد والرباط، ولا يخفى على أحد دور شيوخ العشائر الذين جندوا ابنائهم لتلبية وواجهوا الانجليز وعصابات الصهاينة المحتلين حين اشتعلت أولى شرارات الحرب.

 

يقال أن المجاهد عز الدين القسام حين نضبت موارده من المساعدات التي كان يتلقاها لتمويل حربه ضد الحملة الاستعمارية و احتاج للمال من اجل شراء السلاح، أرسل خيله الى شيخ عشيرة العبيدات شمال الأردن طالبا منه المال والذهب مقابل فرسته، فما كان من الشيخ قويدر العبيدات إلا أن حمل ظهر الفرس بخرج من الذهب، و قال لمبعوثيه: سلموا لي على عز الدين القسام و اخبروه انه لا يوجد أعز منه ليركب هذه الخيل.

 

وبعد ان اندلعت الحرب في العام 1948، لم يتأخر الأردنيون في تلبية نداء الجهاد، وحين اوشكت العديد من المدن والقرى الفلسطينية على السقوط بأيدي الصهاينة، التحقت جموع من المجاهدين من كافة انحاء شرقي الاردن، وانطلقوا من عمان باتجاه القدس نصرة لما كان يعرف بالجيش العربي الذي كان يضم آلاف المتطوعين وجيوش من خمس دول عربية لخوض الحرب لمواجهة المحتل في معارك دامية استطاعوا خلالها الحفاظ على المسجد الاقصى ودحروا فيها عصابات "الهاغاناه"

تعتبر كانت النواة الأولى للجيش الإسرائيلي، أنشئت في القدس سنة 1921 للدفاع عن اليهود وممتلكاتهم.

 

إلا انه من بعض مفارقات تلك الحرب أن قائد الجيش الأردني وقوامه 12 ألفا جندي خلال الحرب كان تحت قيادة ضباط إنجليز ولكم ان تتخيلوا كيف يخطط قائد انجليزي للدفاع عن القدس وفلسطين في حين ان حكومته الاستعمارية قررت منحها لليهود.

 

بقيت القدس تحت سيطرة الاردن الى ان وقعت حرب عام 1967

واحتلت اسرائيل الضفة الغربية وغزه والجولان وسيناء فكانت الانتكاسة الحقيقية حين ضاعت القدس إلى يومنا هذا.

 

في الأردن.. أينما وليت في هذه الأيام وفي كل الأيام تجد فلسطين.

الأردن موطن لسكان يكرهون  الصهاينة، هو بلد الأردني فيه فلسطيني والفلسطيني أردني.. وعلى مر السنين لم يكن التضامن ونصرة الأقصى وفلسطين ما ينقص الشارع الأردني. لكن للسياسة حسابات أخرى..

 

لنعد لضربة إيران، لم يكن متوقعا أن يعتذر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي عن دور بلاده في إسقاط الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية، لكن هل كان مجبرا على الخروج علينا غاضبا من الانتقادات الإيرانية بأن الأردن اختار اتخاذ موقف المدافع عن إسرائيل، رغم أنه لم يفعل شيئا لحماية الفلسطينيين بعد ستة أشهر من الإبادة الجماعية الإسرائيلية؟

 

يقول وزير الخارجية الأردني إن “بنيامين نتنياهو مدفوع بأيديولوجية “الإلغاء” تجاه الفلسطينيين ويحاول إثارة مواجهة مع إيران لصرف الانتباه عن المجازر التي يرتكبها في غزة، وقد يكون على حق، لكن ماذا كان سيحدث لو ان النظام الأردني  وقف على الحياد ولم يعترض طريق الصواريخ و الطائرات المسيرة الإيرانية؟ هل كانت إسرائيل ستختفي من على الخريطة؟ قطعا لا.. لكن كان بإمكان عمان أن تغسل ولو جزءا من العار العربي ... مع أن الحياد لغة الأوغاد والوقوف على الحياد في الصراع بين الحق والباطل هو وقوف مع الباطل 

 

أكتب عن عمان، و أتذكر الشاعر الكبير محمود درويش الذي قضى فيها منفى اختياريا بضع سنين، و كان يلجأ إليها كلما ضاق به الخناق في رام الله . 

في وثائقي "الارض مثل اللغة"  لسيمون بيتون و هي مغربية من أصل يهودي ، كانت المخرجة مسحورةً بمنفى الشاعر في الأردن و في استعارة توراتية، في افتتاحية  الفيلم نرى درويش وحيدا يوجه نظره إلى فلسطين و هو يولي وجهه  نحو فلسطين  من على جبل نيبو من الضفة الشرقية للبحر الميت ولنهر الأردن و نسمعها و هي تقول : هنا وقف موسى يتأمّل أرض الميعاد التي لم يُكتب له دخولها. فلسطين، على الضفة الأخرى من النهر، على هذا القدر من البعد، من القرب. 


هذه هي الأردن ، جارة فلسطين و الضفة الأخرى للأرض المقدسة ، الوصية على المقدسات الإسلامية و المسيحية في القدس، عليها أن تحرص أن تبقى دوما تلك البلاد التي تربطها بأرض فلسطين، أكثر من أي بلاد أخرى .. البلاد التي قال عنها درويش : 


لبلادنا

وهي القريبة من كلام الله

سقف من سحاب

لبلادنا وهي البعيدة عن صفات الاسم

خارطة الغياب

لبلادنا

وهي المطوقة الممزقة التلال

كمائن الماضي الجديد

لبلادنا وهي السبية

حرية الموت احتراقا

وبلادنا في ليلها الدموي

جوهرة تشع على البعيد

تضيء خارجها

وأما نحن داخلها

فنزداد اختناقا".


 
 
 

Comments


 آراءكم و تعليقاتكم ما عليكم أمر

© 2023 by The Voice of Sanaa. All rights reserved.

bottom of page